ورد في الأحاديث النبوية تحريم لبس الحرير للرجال حرمةً كاملة. فعن عليّ بن أبي طالب قال: «أخذ النبي ﷺ حريراً في يده اليمنى وذهباً في يده اليسرى، ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي» . ويؤكّد الشيخ ابن باز رحمه الله أن «الحرير حرام على الرجال، الحلّ فيه للنساء» . وقد أجمع العلماء من جميع المذاهب على هذا التحريم استناداً إلى الأدلة النبوية والإجماع. ومثل التحريم المذكور عن الذهب، فقد صدرت أحاديث أخرى تنهي الرجل عن لبس أي ثوب حريري، سواء ظاهر أو خفي (حتى وإن كان الثوب داخليًا) .
مع ذلك، هناك استثناءٌ ضيق، فقد روى ابن باز وغيره أنه لا حرج في استعمال قطعة صغيرة من الحرير في الثوب، تُقاس بمساحة موضع اثنين أو ثلاثة أو أربعة أصابع (مثل شريط خياطة أو زر) فهذا القليل من الحرير لا يفسد حكم الحرير الكلي. بل وقالت مصادر فقهية إن الثياب المكوّنة في الغالب من أقمشة أخرى (كالقطن أو الصوف) ويحوي جزءًا بسيطًا من الحرير كزينة أو حشوة، جائزة للرجال . وأيضًا يباح للرجال لبس الحرير في الحالات المرضية أو الحاجة الطبية؛ فعن أنس قال: «رخص النبي ﷺ للزبير وعبد الرحمن أن يلبسا الحرير لحكّةٍ بهما» ، وبيّن ابن عثيمين أن هذا التخفيف إنما في حال الضرورة وبتقارير الأطباء بأن الحرير يخفف علةً معينة .
من ناحية أخرى، الحرير الصناعي (كالرّايون أو الساتان المزيف) ليس من جنس الحرير المحرم، فلم يشر إليه النصّ بالأصل . ولهذا يجوز للرجل لبس الأقمشة المقلّدة بلطف الحرير، وإن كانت تشبهه في اللمعان أحيانًا . نصَّ بعض العلماء على أن الملتحون والمريض والعامل يمكن أن يرتدوا ستانًا على أنه حلال، بل يفرح بعض الفقهاء بكونه حلالًا للضرورات.
يجدر التنبيه أن هذه الأحكام تسري على جميع الذكور من الصغير إلى الكبير ؛ فالحرير والذهب حرام على الذكور، سواء أكانوا شبابًا أو أولادًا. كما يُمنع على الرجل أن يجلس أو يصلي على حرير (مثل فرش الحرير أو وسائد منه)، لأنه أشبه باللبس .بناءً على ذلك، يفضل على الرجل استخدام بدائل أخرى كالقطن الطبيعي أو الصوف، وتجنُّب الاتكاء أو النوم على أقمشة حريرية.
الحالات الخاصة وبدائل الحرير
في حالات الشعر أو البشرة الحساسة جدًا، قد يختار البعض غطاء وسادة من الحرير لفوائده التجميلية، ويُنصح بأن تكون هذه المفرشات مملوكة للمرأة لا للزوج. أما الرّجال، فيجوز لهم استخدام الخُيوط الصناعية (مثل البوليستر والنايلون) التي تشبه الحرير، وهذا غير مخالف للشرع. وإذا كانت هناك ضرورة مثل علاج بمرض جلدي يحسّن الحرير من أعراضه، فيجوز لبسه وقتها حرصًا على التداوي. بشكل عام، تنسجم الفتوى الدينية مع أن المرأة مباحة لها الحرير ، في حين يُحرم على الرجال حرير دود القز إلا للضرورة.
شراء الحرير الطبيعي وأين تجديه
لمحبّات التميّز، تتوفّر أقمشة ومنتجات الحرير الطبيعي 100% في المتاجر العربية والإلكترونية. يمكنك البحث عن منتجات مثل شال حرير طبيعي أو طرحة حرير فاخرة وبيجامة حرير طبيعي للنوم على متاجر التجزئة الإلكترونية (أمثال أمازون ونون والمتاجر المتخصصة). مع ذلك، ننصح بالتحقق من شهادة الجودة وقراءة تقييمات المشتريات لضمان الحصول على منتجات أصلية 100% من الحرير الطبيعي.
الخلاصة: يحترم الإسلام فخامة الحرير ويخصصه للنساء، فلا يجوز للرجال ارتداء الحرير الطبيعي إلا بقدر ضئيل جداً أو لحالات الضرورة . أما النساء فأماكنهن مشروعة في ارتداء ملابسهن الحريرية كالأوشحة والفساتين والبيجامات لجمالها وفوائدها الصحية . وعند اختيار الحرير، يُفضّل دائماً التفريق بين الحرير الطبيعي الأصيل والمصنّع، للاستمتاع بجودة الحرير الطبيعي الفريدة ونتائجها الإيجابية على البشرة والشعر .
المصادر: فتوى الشيخ ابن باز حول لبس الحرير ، ومقالات علمية وتجارية حول فوائد الحرير .
https://binbaz.org.sa/fatwas/3475/لبس-الحرير-للرجال-والقدر-الجاىز-في-ذلك#:~:text=ثبت%20عن%20النبي%20ﷺ%20أنه,%EF%81%B4%20كما%20جاء%20في%20الصحيح
هذا والله أعلم